خـُطـْوَاتُ الدّرَاسَةِ الأدَبـِيّةِ .

سأدون هنا خطوات الدراسة الأدبية كما رتبتها اجتهادًا ، ووفق ما تلقيته من توجيهات وإرشادات ،

وجمعته من نشرات حول طرق الدراسة الأدبية ..

سائلة المولى أن ينفع بها المبتدئين والمبتدئات ،

ومن رام تجديد النشاط من ذوي الخبرة والباع في مجال التدريس والإبداع .

خـُطـْوَاتُ الدّرَاسَةِ الأدَبـِيّةِ . 41220_1171648608gif

خـُطـْوَاتُ الدّرَاسَةِ الأدَبـِيّةِ . 41220_1171648608gif

خطوات دراسة النصوص الأدبية :

أولا / التمهيـــد .

( يراعى في التمهيد التوازن بين الإسهاب غير المملّ ، والإيجاز غير المخلّ ) .

تقوم مرحلة التمهيد على مناقشة ( التلاميذ أو التلميذات ) مناقشة موجزة بها يوصل إلى قائل النص ،

مع استرجاع بعض المعلومات عن شخصيته ، والتعرّف على سبب نظمه للأبيات ، وغرضه منها .

ثانيـــًا / العــــــرض .

أ / عرض النص على التلاميذ إما في لوح إضافي ، أو بطرق العرض الحديثة ، أو بتحديد

موضعه من الكتاب المدرسي .

ب / قراءة ( التلاميذ / التلميذات ) للنص قراءة صامتة ، وحبذا عدم اللجوء إلى هذه الخطوة

عند التأكد من ضعف مستوى ( التلاميذ / التلميذات ) في القراءة ؛ لئلا تحدث نتائج سلبية .

ج / قراءة ( المعلم / المعلمة ) للنص قراءة نموذجية معبّرة ، بإخراج الحروف من مخارجها

الصحيحة ، وإجادة ضبط الحروف أثناء النطق ، ومراعاة قواعد فن الإلقاء الجيد .

د / مناقشة أبيات النص .

بالمناقشة المتسلسلة للأبيات مناقشة سريعة يتم تقسيم وحدات النص وفق أفكاره الأساسية ،

ثم يتم تناول الوحدات حسب تتابعها ، تبدأ بقراءة ( التلميذ / التلميذة ) لأبيات كل وحدة ،

ثم مناقشة المعاني وذلك بتحديد المفردات الغامضة والتوصل إلى مدلولاتها ..

وحبذا الاستعانة بالمعجم الصغير ( الجيبي ) للوصول إلى المعنى .

ثم التعمق في مضمون البيت لمعرفة ماينضوي تحته ، وذلك بسؤال ( التلميذ / التلميذة ) حول

ما يقصده الشاعر في بيته ، ثم تعقيب (المعلم / المعلمة) على ما جاء به (التلاميذ / التلميذات)

من حيث الأسلوب والصحة ، والترابط وقوة أدائه للمعنى المطلوب .

نصل بعد هذا الحوار حول مضمون الأبيات إلى الفكرة الرئيسة للوحدة ، ويتمّ تدوينها على

السبورة ، وحبذا لو طـُلب ذلك من أحد ( التلاميذ / التلميذات ) لتقوية ملكة الإملاء الجيد .

ثالثـــًا / نقد النص والتعليق عليه .

أ / الألفاظ .

تناقش مقدرة الشاعر في انتقاء ألفاظه ، من حيث دلالتها على المعانى المقصودة،وتناسبها مع

جو النص، ومع بيئة الشاعر وعصره ، ومن حيث سهولتها وصعوبتها، وجزالتها ووضوحها .

************

ب / الأفكار والمعاني .

تناقش أهداف الشاعر من أبياته ، وبراعته في انتقاء أفكاره ، ودراسة خصائص تلك الأفكار

من حيث ترابطها وتسلسلها ، وقيمتها ، ومدى ترابطها بالبيئة ، وظروف الشاعر ، و مدى

ملاءمتها للواقع ، ولتعاليم الدين الحنيف ، و دعمها للغرض من الأبيات وخدمته .

مع الإشارة إلى العوامل المؤثرة في أدب الشاعر : اجتماعية ، سياسية ، وثقافية .

***********

ج / الأسلوب .

يقصد بالأسلوب جمل الشاعر وتراكيبه ، حيث تناقش تراكيبه من حيث سبكها وبلاغتها ،

وجمال ترتيبها ، ونوعها : ( إنشائية أو خبرية ) ، والغرض من كل نوع ،

والإشارة إلى الفائدة من تنوع الأساليب في التأثير .

************

د / الخيال .

وفي الخيال يظهر براعة ( المعلم والمعلمة ) في الوصول إلى الصور الجميلة ، وما اشتمل

عليه النص من زخارف لفظية ، ومحسنات بديعية . يتم ذلك بالإيحاء إلى تأثير الصورة ،

وفائدتها البلاغية ثم شرحها ، والتعرّف على نوعها .. أو العكس .

ثم نقد خيال الشاعر من حيث الخصوبة أو الضحالة ، ومن حيث سموه أو ضعفه ، ومدى حاجة النص إليه .

( فالنصوص الذاتية تحتاج إلى دعم المعنى بالخيال ليست كالموضوعية التي تكاد تخلو منه) .

***********

ه / الموسيقى .

والموسيقى نوعان / خارجية وداخلية

تتمثل الخارجية في الوزن والقافية .

أما الداخلية فلها مسببات عديدة ، تتدرج بين المحسنات البديعية ، والأساليب المتكررة ،

والترادف المعنوي أو اللفظي ، وتكرار الصوت الواحد ( الجرس ) وهو ما يسمى بالإيقاع.

ينبغي لفت الانتباه إلى مناسبة ذلك الإيقاع مع غرض الشاعر، وتوافقه مع عاطفة الشاعر ،

وجو النص ، ثم التعريج على مدى التأثير الذي أحدثته الأبيات بموسيقاها في نفس المتلقي .

***********

و / العاطفة .

ولا بأس أن تكون أول ما يُعلق عليه ..وتناقش العاطفة من حيث الصدق أو الافتعال ، ومن حيث الحرارة أو البرودة ،

ومن حيث نوعها :

( دينية ، وطنية ، وجدانية ، فخر ، حزن ، إعجاب ، سخرية ، انتماء ... إلخ ) .

خـُطـْوَاتُ الدّرَاسَةِ الأدَبـِيّةِ . 41220_1171648558gif

خـُطـْوَاتُ الدّرَاسَةِ الأدَبـِيّةِ . 41220_1171648558gif

ختامـــًا /

على ( المعلم / المعلمة ) الحرص على تدوين كل ما استنتج من الأفواه على السبورة ؛

ليكوّن حصيلة نتاج تلك الدراسة .

كما يجب ألا يُهمل عنصر التعليق على كل جزئية ؛ لتقويم أسلوب ( التلاميذ / التلميذات ) ،

وإثراء الذهن بنماذج من التعبيرات البليغة .

و ( المعلم / المعلمة ) صاحبا الخبرة والتميز بالتأكيد لن ينسيا عامل التعزيز ؛ ( فالتلاميذ / التلميذات )

يتفاوتون في القدرات الذهنية والبلاغية ..

فليعط كل ذي حق حقه ؛ كيما تثمر الدراسة الأدبية نتائج إيجابية ، ومواهب لغوية مختلفة .

نسأل الله التوفيق والسداد ؛ فهو الهادي إلى سواء السبيل

منقول .