منتديات شباب الإبداع سوفت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بعض المسائل الخلافية بين الكوفيين والبصريين

اذهب الى الأسفل

بعض المسائل الخلافية بين الكوفيين والبصريين Empty بعض المسائل الخلافية بين الكوفيين والبصريين

مُساهمة من طرف *أبوفهـد* الأربعاء 21 يناير - 2:00

كتبه : ثامر المصاروة
المسألة الأولى
إضافة العدد المركب إلى مثله

رأي الكوفيون :
ذهب الكوفيون إلى أنه لا يجوز أضافه العدد المركب إلى مثله نحو : ثَالِث عَشر ثَلاثة عَشَر .
رأي البصريون :
وذهب البصريون إلى أنه يجوز أضافه العدد المركب إلى مثله نحو : ثَالِث عَشَر ثَلاثة عَشر .


حجج الكوفيون :
احتج الكوفيون على أنه أجمعنا على أنه لا يمكن أن يُبنَى من لفظ ثلاثة عشر فاعل ، وإنما يمكن أن يبنى من لفظ أحداهما ، وهو العدد الأول الذي هو الثلاثة ، ولا يمكن أن يبنى من لفظ العدد الثاني وهو العشر فذِكْرُ العشر مع ثالث لا وجه له .


حجج البصريون :

احتج البصريون بالنقل فقالوا إنما قلنا ذلك أي أضافه العدد المركب إلى مثله جائز ؛ لأن الأصل أن يقال : ثالث عشر ثلاثة عشر ، وقد جاء ذلك العرب .

رد البصريون على الكوفيين :

ـ أما قولهم إنه لا يمكن أن يبنى منها فاعل ، وإنما يمكن أن يبنى من أحداهما فيرد على ذلك البصريون بأنه لما لم يمكن أن يبنى منهما وبني من أحدهما احتيج إلى ذكر الآخر ؛ ليتميز ما هو واحد ثلاثة مما هو واحد ثلاثة عشر فأتى بالفظ كله



المسألة الثانية
ترخيم الرباعي الذي ثالثة ساكن


رأي الكوفيون :

ذهب الكوفيون إلى أن ترخيم الاسم الذي قبل آخره حرف ساكن يكون بحذفه وحذف الحرف الذي بعده ، وذلك نحو قولك في : قَمِطرٍ ــ ياقِمَ ، وفي سِبَطرٍ ــ ياسِبَ ، وما شابه ذلك .

رأي البصريون :

ذهب البصريون إلى أن ترخيمه يكون بحذف الحرف الأخير منه فقط .

حجج الكوفيون :

فقالوا إنما قلنا ذلك ؛ لأن الحرف الأخير إذا سقط من هذه الأسماء بقى آخر ها ساكنًا ، فلو قلنا أنه لا يحذف لأدى ذلك إلى أن يشابه الأدوات ، وما أشبهها من الأسماء ، وذلك لا يجوز .

حجج البصريون :

احتج البصريون بأن حركة الاسم المرخم باقية بعد دخول الترخيم كما كانت قبل دخول الترخيم من ضم وفتح وكسر ، ألا ترى أنك تقول في يُبْرثُنَ ــ يا بُرْثُ وفي جعفر ــ يا جَعْفَ ، وفي مالك ــ يا مَالِ ، فقد حذف حرف واحد فهكذا احتج البصريون بالنقل ، وبقيت الحركات كما هي بعد دخول الترخيم لينوى بها تمام الاسم ولو لم يكن كذلك لكان يجب أن يحرك المرخم بحركة واحده ، فإذا ثبت أن الحركات بقيت لينوى بها تمام الاسم فهذا المعنى موجود في الساكن وفي المتحرك ، فينبغي أن يبقى على ما كان عليه إذا كان ساكنًا أو متحركًا .

رد البصريون على الكوفيين :

ـ أما قولهم : لو أسقطنا الحرف الأخير لبقي ما قبله ساكنًا فيشبه الأدوات والحروف ، فيرد على ذلك البصريون بأنه فاسدٌ من وجهين ؛ الأول : لأنه لو كان هذا معتبرًا لوجب أن يحذف الحرف المكسور ؛ لئلا يشبه المضاف إلى المتكلم ، والثاني : أن هذا لا أحد قائل به .

المسألة الثالثة
تقديم الحال على الفعل العامل فيها


رأي الكوفيون :

ذهب الكوفيون إلى أنه لا يجوز تقديم الحال على الفعل العامل فيها مع الاسم الظاهر ، نحو : رَاكِبًا جار زيدَ ، وإنما يجوز تقديمه مع المضمر نحو : رَاكِبًا جِئْتُ .

رأي البصريون :

ذهب البصريون إلى أنه يجوز ذلك مع الاسم الظاهر والمضمر .

حجج الكوفيون :

إنما قلنا لا يجوز تقديم الحال على العامل فيها في الاسم الظاهر ؛ لأنه يؤدي إلى تقديم المضمر على المظهر ، ألا ترى أنك إذا قلت : رَاكِبًا جاء زيدٌ ، كان في راكبًا ضميرُ زيدٍ ، وقد تقدم عليه وتقديم المضمر على المظهر لا يجوز .

حجج البصريون :

احتجوا البصريون بجواز ذلك في الحالتين بالنقل والقياس ، أما النقل قولهم في المذل " شَتّى تؤُوبُ الَحلَبهُ " ، فشتى : حال منصوب مُقدمه على الفعل العامل فيها ، وأما القياس فلأن العامل فيها متصرف ، وإذا كان العامل متصرف وجب أن يكون عمله متصرفًا ، وإذا كان عمله متصرف وجب أن يجوز تقديم معمولة عليه ، ومن أمثله القياس عندهم قولهم : " عَمْرًا ضَرَب زَيدٌ " فالذي يدل عليه أنه حال تُشّبهُ بالمفعول وكما يجوز تقديم المفعول على الفعل كذلك جاز تقديم الحال على عاملها فقاسوا تقديم الحال على تقديم المفعول .

رد البصريون على الكوفيين :

ـ أما قولهم : إنما لم يجز تقديم الحال ؛ لأنه يؤدي إلى تقديم المضمر على المظهر ، فيرد على ذلك البصريون بأن هذا فاسدٌ ؛ وذلك لأنه وإن كان مقدمًا في اللفظ إلا أنه مؤخر في التقدير ، وإذا كان مؤخر في التقدير جاز فيه التقديمُ ، كقولة تعالى : " فأوجس في نَفسِهِ خيفةً مُوسى " فضمير نفسه عائد إلى موسى وإن كان مؤخرًا في اللفظ ، إلا أنه لما كان في تقديم التأخير جاز التقديم .

ومن كلامهم " في أكفانه لُفَّ الميِّتُ " ومن أمثالهم " في بيته يُوتَى الحَكمُ " .


المسألة الرابعة
تقديم خبر ما زال وأخواتها عليهن


رأي الكوفيون :

ذهب الكوفيون بأنه يجوز تقديم خبر ما زال وأخواتها عليهن .

رأي البصريون :

قالوا لا يجوز تقديم خبر ما زال .

حجج الكوفيون :

قالوا ذلك ؛ لأن ما زال ليس بنفي الفعل وإنما هو نفي المفارقة الفعل وبيان أن الفاعل حاله في الفعل لأن ( زال ) فيها معنى النفي وما للنفي فلما دخل النفي على النفي صار إيجابًا .

حجج البصريون :

قالوا لا يجوز تقديم خبر ما زال ؛ لأن ما للنفي والنفي له صدارة الكلام فجرى مجرى حرف الاستفهام في أن له صدر الكلام ولأن حرف الاستفهام لا يعمل فيما بعده وهذا هنا ما لا تعمل فيما قبلها .

رد البصريون على الكوفيين :

ـ أما قولهم إن ما زال ليس بنفي الفعل وإنما نفي لمفارقة الفعل كما اجمعنا على أن ما زال ليس بنفي الفعل ، أَجمعنا على أن ما للنفي فإذا لم تكن ما للنفي لما صار الكلام بدخولها إيجابًا ، وما نفي بدليل أنا لو قدرنا زمان النفي عنها لما كان الكلام إِيجابًا وإذا كان للنفي فينفي أن لا يتقدم ما هو متعلق بما بعدها عليها ؛ لأنها تسقف صدر الكلام كالاستفهام .

المسألة الخامسة
هل يعمل حرف القسم محذوفًا بغير عوض


رأي الكوفيون :

قالوا يجوز الخفض في القسم بإضمار حرف الخفض من غير عوض .

رأي البصريون :

قالوا لا يجوز ذلك إلا بعوض نحو ألف الاستفهام مثل : قدلك للرجل آللهِ ما فعلت كذا أو ها التنبيه مثل : " ها اللهِ " .

حجج الكوفيون :

احتج الكوفيون بالنقل فقالوا قد جاء عن العرب أنهم يُلقون الواو من القسم ويخفضون بها ، قال الفرّاء سمعنا يقولون " آلله لتفعلنَّ " ، فيقول المجيب " أللهِ لأفعلنَّ " ، وقول الشاعر :

مَشائِيمُ ليسُوا مُصلحين عَشِيرة ولا نَاعِبٍ إلاّ ببينٍ غُرَابُها

فخفض ( ناعب ) بإضمار حرف الخفض .

حجج البصريون :

قالوا أجمعنا أن الأصل في حروف الجر أن لا تعمل على الحذف وإنما تعمل مع الحذف في بعض المواضع إذا كان لها عوض ولم يجدها هنا ، فإذا قلنا آلله ما فعل أو ها الله فإن ألف الاستفهام وهاء التنبيه صارتا عوضًا عن حرف القسم ، والذي يدل على أنه لا يجوز أن يظهر معها حرف القسم فلا يقال أوالله ولا ها والله ؛ لأنه لا يجوز الجمع بين العوض والمعوض .

رد البصريون على الكوفيين :

ـ أما قولهم ألله لأفعلنَّ فإنما جاز ذلك مع هذا الاسم خاصة على خلاف القياس لكثرة استعماله كما جاز دخول حرف النداء عليه من الألف واللام دون غيره من الأسماء لكثرة الاستعمال ، وهنا جاز حذف حرف الخفض لكثرة الاستعمال مع هذا الاسم دون غيره .

المسألة السادسة
اللام الداخلة على المبتدأ لام الابتداء أو لام جواب القسم


رأي الكوفيون :

ذهب الكوفيون إلى أن اللام في قولهم : لزيدٌ أفضل من عمرو ، لا جواب القسم مُقدَّر والتقدير والله لزيدٌ أفضلُ من عمرو فاضمر اليمين اكتفاء باللام منها .

رأي البصريون :

قالوا بأن اللام لام الابتداء .

حجج الكوفيون :

احتجوا على أن هذه اللام لام جواب القسم وليس لام الابتداء بدليل أن هذه اللام يجوز أن يليها المفعول الذي يجب له النصب ، نحو قولهم : زيدٌ آكلُ فلو كانت لام الابتداء لكان يجب أن يكون ما بعدها مرفوعًا .

حجج البصريون :

احتجوا على أن هذه اللام لام الابتداء أنها إذا دخلت على المنصوب بظننت أو جبت له الرفع وأزالت عنه عمل ظننت ، تقول : ظننت زيد زيدًا قائمًا ، فإذا أدخلت على زيد اللام قلت : ظننت لزيدٌ قائمٌ ، فأوجبت له الرفع بالابتداء بعد أن كان منصوبًا .

قالوا : ولا يجوز أن يقال " إن الظن محمول على القسم ؛ فاللام جواب القسم ، كقولهم : والله لزيد قائم ، لا لام الابتداء ، فإذا كانت جواب القسم فحكمها أن تُبطل عمل ظننت ؛ فلهذا وجب أن يرفع زيد بما بعده ، لا بالابتداء وهذا لأن حكم لام القسم في كل موضع أن لا يعمل ما قبلها فيما بعدها ، ولا بعدها فيما قبلها " .

رد البصريون على الكوفيين :

ـ أما قولهم أن هذه اللام ليست لام الابتداء ؛ لأن الابتداء يوجب الرفع وهذه اللام يجوز أن يليها المفعول الذي يجب له النصب ، نحو قولهم : زيدًا لطعامَك آكِلٌ ، الأصل في اللام هنا أن تدخل على زيد الذي هو المبتدأ وإنما دخلت على المفعول الذي هو معمول الخبر ؛ لأنه لما قُدِّم في صدر الكلام وقع موقع المبتدأ فجاز دخول اللام عليه .

المسألة السابعة
إعراب المثنى والجمع على حَدِّه


رأي الكوفيون :

ذهب الكوفيون إلى أن الألف والواو والياء في التثنية والجمع بمنزلة الفتحة والضمة والكسرة في أنها إعراب ، وإليه ذهب أبو على قُطرُبُ ، وزعم بأنه مذهب سيبويه وليس صحيحًا .

رأي البصريون :

ذهب البصريون إلى أنها حروف إعراب ، وذهب أبو الحسن الأخفش وأبو العباس والمبرد أنها ليست بإعراب ولا حروف إعراب ولكنها تدل على الإعراب .

حجج الكوفيون :

قلنا على أنها إعراب كالحركات وذلك ؛ لأنها تتغير كتغير الحركات ، ألا ترى أنك تقول : قام الزَّيْدَانِ ، ورأيت الزيدَينِ ، ومررت بالزيدَينِ ، فذل ذلك على أنها إعراب بمنزلة الحركات ، ولو كانت حروف إعراب لما جاز أن تتغير ذَوَاتُها عن حالها .

حجج البصريون :

قلنا إنها حروف إعراب وليست بإعراب ؛ لان هذه الحروف إنما زيدت للدلالة على التثنية والجمع ؟ ألا ترى أن الواحد يدل على مفرد ، فلما أزيدت هذه الحروف دلت على التثنية والجمع .

وأما الذين قالوا أنها ليست بإعراب ولا حروف إعراب ولكنها تدل على الإعراب فقال : لأنها لو كانت إعرابًا لما اختلَّ معنى الكلمة بإسقاطها كإسقاط الضمة من دال زيد في قولك : قام زيدٌ ، ولو أنها حروف الإعراب لما كان فيها دلالة على الإعراب كما لو قلت : قام زَيْدُ ، من غير حركه .

رد البصريون على الكوفيين :

ـ أما قولهم إنها هي الإعراب كالحركات بدليل أنها تتغير بتغير الحركات فيرد على ذلك البصريون من ثلاثة أوجه : الوجه الأول : أن القياس يقتضي أن لا تتغير كقراءة من قرأ : ( إنَّ هذَانِ لَسَاحِرانِ ) ، إلا أنهم عدلوا عن هذا القياس لإزالة البس .

والذي يدل على أن هذه الأحرف ليست إعرابًا كالحركات ، أنها لو كانت هي الإعراب كالحركات لكان يجب أن لا يُخِلَّ سقوطُها بمعنى الكلمة كما لو سقطت الحركات ؛ لأن سقوط الإعراب لا يخلُّ بمعنى الكلمة .

الوجه الثاني : أن هذه الحروف إنما تغيرت في التثنية والجمع ؛ لأن لهما خاصية لا تكون في غيرهما استحقّا من أجلها التغيير وذلك أن كل اسم معتل لا تدخله الحركات نحو : رَحى ، وعصا ، وبُشرى .

الوجه الثالث : أن هذا ينتقص بالضمائر المتصلة والمنفصلة ؛ فإنها تتغير في حال الرفع والنصب والجر وليس تغيرها إعرابًا ،ألا ترى أنك تقول في المنفصلة : أنا وأنت في حال الرفع وإياي وإياك في حالِ النصب .

ـ وأما قولهم " إنه جعل الألف والواو والياء في التثنية والجمع رفعًا وجرًا ونصبًا ، فيرد على ذلك البصريون أن يكون في الرفع ألفًا ، ويكون في الجر ياء ، وفي النصب كذلك ، أي أنه يقع موقِع المرفوع ، وإن لم يكن مرفوعًا وهكذا .

المسألة الثامنة
أَيمن الله في القسم مفرد أو جمع


رأي الكوفيون :

ذهب الكوفيون إلى أن أيمن الله في القسم جمع يمين .

رأي البصريون :

ذهب البصريون إلى أنه ليس جمع يمين وأنه اسم مفرد مشتق من اليُمن .

حجج الكوفيون :

الدليل على أن أَيمن جمع يمين أَنه على وزن أفعل وهو وزن يختص به الجمعُ ، ولا يكون في المفرد ، يدل عليه أن التقدير في قولهم : (أيمن الله) ، أي علىَّ أيمانُ اللهِ علىّ فيما أُقسم به ، وهم يقولون في جمع يمينٍ أيمنٌ فقال زهير :

فَتُجْمَعُ أيمُنٌ مِنَّا وَمِنْكُمْ بِمُقسَمَةِ تَمُورُ بِهَا الدِّمَاءُ

واحتج الكوفيون أيضًا على أنها جمع يمين أن همزتها همزة قطع ؛ لأنه جمع ، إلا أنها وُصِلَت لكثرة الاستعمال ؛ وبقيت فتحتها على ما كانت عليه في الأصل ، ولو كانت همزتها وصل لكان ينبغي أن تكون مكسورة على حركتها ، ودليل آخر على أنها ليست همزة وصل أنها ثبتت في قولهم : أم الله لأفعلنَّ .

حجج البصريون :

إنما قلنا إِنه مفرد وليس بجمع يمين ؛ لأنه لو كان جمع يمين لوجب أن تكون همزته همزة قطع فلما وجب أن تكون همزته همزة وصل دل عل أنه ليس بجمع يمين ، قال الشاعر :

وَقَدْ ذَكَرَتْ لِي بِالْكثيب مُؤَالفًا قِلاَصَ سُلَيْمٍ أو قِلاَصَ بَنيِ بَكْرِ

فَقَالَ فَرِقُ الْقَوُمِ لَمَّا نَشَدتُهُمُ : نَعَمْ ، وَفَرِيقٌ : لَيمُنُ اللهِ مَا ندري

رد البصريون على الكوفيين :

ـ أما قولهم إنه جمع يمين بدليل أنه على وزن أفعل وأفعل وزنٌ يختص به الجمع ولا يكون في المفرد ، وقلنا لا نسلم بل قد جاء ذلك في المفرد ، فإنهم قالوا : رصاصُ آنك وهو الخالص .

ـ أما قولهم الأصل في الهمزة أن تكون همزة قطع لأنه جمع يمين يرد على ذلك البصريون بأنه لو كانت الهمزة فيه همزة قطع لما جاز فيه الكسر الهمزة ؛ لأن ما جاء من الجمع على وزن أفعل لا يجوز فيه كسر الهمزة .

ـ أما قولهم لو كانت الهمزة وصل لكان ينبغي أن تكون مكسورة فيرد على ذلك البصريون بأن إنما جاءت مفتوحة وإن كان القياس يقتضي أن تكون مكسورة ؛ لأنهم لما كثر استعماله في كلامهم فتحوا فيه الهمزة ؛ لأنها أخف من الكسرة .

ـ وأما قولهم أن الهمزة ثبتت في قولهم : أمُ الله لأفعلنَّ ، مع تحرك ما بعدها فيرد على ذلك البصريون إنما ثبتت الهمزة فيه من وجهين أحدهما : أن الأصل في الكلمة أيمن فالهمزة داخلة على الياء وهي ساكنه ، فلما حذفت ـ وحذفها غير لازم ـ بقي حكمها .



المسألة التاسعة
تقديم معمول خبر ما النافية عليها


رأي الكوفيون :

قالوا يجوز تقديم معمولها عليها نحو : طَعَامَكَ ما زَيْدٌ آكِلاً .

رأي البصريون :

قالوا لا يجوز ذلك .

حجج الكوفيون :

يجوز ذلك ؛ لأنه بمنزلة لم ولن ولا لأنها نافية كما أنها نافية ، وهذه الأحرف يجوز تقديم معمول ما بعدها عليها نحو : زيدًا لم أضرب ، وعمرًا لن أُكرم ، فإذا جاز التقديم مع هذه الأحرف فكذلك جاز مع ما .

حجج البصريون :

إنما قلنا لا يجوز ؛ لأن ما معناها النفي ويليها الاسم والفعل ؛ فأشبهت حرف الاستفهام ، وحرف الاستفهام لا يعمل ما بعده فيما قبله ، وكذلك هاهنا لا يعمل ما بعدها فيما قبلها .

رد البصريون على الكوفيين :

ـ أما قولهم أن ما بمنزلة لم ولن ولا فيرد على ذلك البصريون بأننا لا نسلم ؛ لأن ما يليها الاسم والفعل ، وأما لم ولن فلا يليها إلا الفعل فصار بمنزلة بعض الأفعال بخلاف ما ، فإنها يليها الاسم والفعل ، وأما لا فإنما جاز التقديم معها وإن كانت يليها الاسم والفعل ؛ لأنها حرف متصرف فعمل ما قبله فيما بعده ، ألا ترى أنك تقول : جئت بلا شيء ، فيعمل ما قبله فيما بعده .




نقله لكم أخوكم : أبوفهــد

*أبوفهـد*
جديد ابداع سوفت
جديد ابداع سوفت

عدد الرسائل : 10
العمر : 31
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 21/01/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى