لإفساد المجتمع

الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...

من صفات المنافقين الواردة في القران : الإفساد في الأرض ، قال تعالى : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ " [ البقرة : 11 – 12 ] .

ومن أسباب التمكين للمؤمنين : " الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ " [ الحج : 41 ] .

صورتان متناقضتان ، لا يمكن أن تجتمعا البتة .

جريدة " الوطن " – واسمها الشعبي المتداول بين الناس " الوثن " – لاتزالُ سادرة في إفسادها من دون حسيبٍ ولا رقيبٍ ، وتصويرها المجتمع السعودي أنه مجتمع منحل .. أعلى نسبة مخدرات في العالم بسبب الكبت والانغلاق كما صرح خاشقجي في " العربية " .. مجتمع غير منضبط بالأخلاق والقيم التي يحكمها شرع الله ، فما هي الوسيلة لنقل مثل هذه الصورة المشوهة للمجتمع ؟

طرح نماذج شاذة ومنحرفة ، وتصويرها على أنها تمثل شريحة كبيرة في المجتمع ، وهذا من مهام العمل الصحفي الذي ينفذ أجندة غربية – بقصد أو بغير قصد - ، ليقول العالم : هل يُعقل أن هذه هي حالة هذا البلد الذي يدعي تحكيم الشريعة ؟!

لقد أخذت صحيفة " الوطن " على عاتقها تشويه المجتمع السعودي بمثل هذه النماذج التي لا تُرى إلا بالمجهر مقارنة مع ما فيه من الخير والصلاح والتدين .

وها هي الصحيفة – كعادتها وأجندتها السيئة المنحرفة - في صفحتها الأولى وبالبنط العريض تنقل لنا نموذجا لا يمثل إلا نفسه ، ولا يمثل المجتمع السعودي ، وكأن الصحيفة تعيشُ على القاذورات والمستنقعات الملوثة لتجعلها في الواجهة ، ولا ترى من الصحيفة نزاهة ومصداقية وحيادية ومهنية ، بل تعيش على تلميع مثل هذه النماذج مع الأسف ، ونسيت أو تناست رسالتها الصحيفة والسياسية الإعلامية لهذه البلاد لتجعل من أراذل النماذج هم في الواجهة الأمامية للمجتمع ، ولا ترى منها إبراز القدوات الحسنة في المجتمع .. المساجد .. العلماء .. المحاضرات .. ، بل ربما تنظر إليهم على أنهم يجب أن يزاحوا عن الواجهة لأنهم سيطروا كما يزعمون فترة من الزمن والآن جاء وقتنا لتهميش هؤلاء ، وأقول : أنتم الخاسرون ! فالمجتمع أصبح واعيا وعارفا بما تخططونه .

إليكم صورة من صور انحراف الصحيفة في إبراز مثل هؤلاء اللاتي لا يمثلن إلا أنفسهن ، والخبر له دلالات كثيرة ، ويجب على كل غيور أن ينكر على الجريدة - كل بحسب استطاعته - ، ومراسلة الجريدة من أكبر رأس فيها إلى أصغرهم ، والإنكار عليهم بالحسنى ، والتذكير بالله وبالأمانة التي يحملونها ، لأن السكوت على مثل هذه المنكرات يؤدي إلى استمراء الصحيفة ، والسير في مخططها التغريبي للمجتمع ، ولنا عبرة بمن حولنا من البلاد كيف أنهم عندما سكتوا بدأت خطوات الشيطان إلى أن تمكن الشيطان منهم .

ولا شك أن فعل هؤلاء النسوة قفز وتمرد على أنظمة البلد ، وعاداته وتقاليده ، ولا ينقضي العجب من آباء هؤلاء النسوة هداهن الله ، كيف يرضون لبناتهم أن يظهرن بهذه الصورة ؟

وسؤال عريض : هل يرضى أحد من العاملين أن تكون صورة زوجته أو أخته أو ابنته ضمن هذه الصورة ؟ أو حتى ضمن هذا الفريق ؟

أظنُ أن الجواب معروف مسبقا ! سيحمر أنفه ، وتنتفخُ أوداجه ، وربما لو كنت أمامه وطرحت عليه السؤال لجعلك تسبح في بركة من الدم .

يا عقلاء الأمة أدركوا السفينة !

نسأل الله أن يحفظ مجتمعنا من الفساد والمفسدين .